تباين مناخي حاد: الدمام الأعلى حرارة وأبها الأبرد ليلاً في السعودية

شهدت مدينة الدمام أمس الثلاثاء أعلى درجة حرارة على مستوى المملكة، حيث سجلت 47 درجة مئوية، لتتصدر قائمة المناطق الأكثر حرارة في البلاد، وفي المقابل، نَعِمَت مدينة أبها بأجواء ليلية منعشة، مسجلةً أدنى درجة حرارة بلغت 19 درجة مئوية، مما يُبرز التباين الكبير في درجات الحرارة بين مختلف مناطق المملكة خلال فصل الصيف.
يُعزى الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة بالدمام إلى موقعها الجغرافي وطبيعتها الصحراوية، حيث تتأثر بالكتل الهوائية الحارة القادمة من صحراء الربع الخالي، بالإضافة إلى قربها من الخليج العربي الذي يُسهم في زيادة نسبة الرطوبة، مما يُضاعف الشعور بالحرارة، هذه الظروف الجوية تُشكل تحديًا لسكان المنطقة، وتستدعي اتخاذ تدابير وقائية للحفاظ على الصحة والسلامة العامة.
إقرأ ايضاً:مفاجأة مدوية وثلاثي خارج الحسابات.. إنزاجي يتخذ قرار حاسم في قائمة المونديالمطالبة خاصة من رونالدو تشعل سوق الانتقالات الصيفية
وفي المقابل، تُقدم أبها، الواقعة في المرتفعات الجنوبية الغربية للمملكة، نموذجًا مختلفًا تمامًا، فارتفاعها عن سطح البحر، وطبيعتها الجبلية، يُسهمان في اعتدال أجوائها خلال النهار وانخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ ليلًا، مما يجعلها وجهة سياحية مفضلة للهروب من حرارة الصيف القاسية في المناطق الأخرى.
هذا التباين في درجات الحرارة يُسلط الضوء على المساحة الشاسعة للمملكة وتنوع تضاريسها، التي تمتد من السهول الساحلية والصحاري الشاسعة إلى المرتفعات الجبلية، فكل منطقة تتميز بخصائص مناخية فريدة تُؤثر على أنماط الحياة فيها وعلى الأنشطة اليومية للسكان.
وقد أصدر المركز الوطني للأرصاد تحذيراته المستمرة بشأن ارتفاع درجات الحرارة في معظم مناطق المملكة، داعيًا الجميع إلى اتخاذ الحيطة والحذر، والالتزام بالإرشادات الصحية، مثل تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، وشرب كميات كافية من السوائل، وعدم ترك الأطفال أو الحيوانات في المركبات المتوقفة، هذه الإرشادات تُعد ضرورية لتقليل مخاطر الإجهاد الحراري وضربات الشمس.
وتُشير التوقعات إلى استمرار الأجواء الحارة في الدمام والمناطق الشرقية خلال الأيام القادمة، بينما ستبقى أبها والمناطق الجبلية الجنوبية الغربية ملاذًا للأجواء المعتدلة، خاصة خلال ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر، وهذا التباين يُوفر خيارات متنوعة للسكان والسياح للاستمتاع بأجواء المملكة المتنوعة.
تُقدم هذه المعلومات الجوية صورة واضحة عن الظروف المناخية السائدة في المملكة، وتُؤكد على أهمية متابعة تحديثات المركز الوطني للأرصاد بشكل دوري، للحصول على أحدث التوقعات والتحذيرات، فالوعي بالظروف الجوية يُسهم في اتخاذ القرارات الصائبة لحماية الأفراد والممتلكات.
تُعد هذه الأرقام تذكيرًا بحدة التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة، وتُبرز دور المدن في التكيف مع هذه الظروف، فبينما تُعاني الدمام من وطأة الحرارة الشديدة، تُقدم أبها نسمات عليلة تُثلج الصدور، في مشهد يُجسد جمال التنوع البيئي والمناخي للمملكة.