"التحول نحو AGI ضرورة وليس خيارًا".. رسالة زوكربيرج النارية التي أشعلت المنافسة العالمية

في خطوة جديدة تضعه مباشرة في قلب سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، أعلن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، عن تشكيل فريق متخصص لتطوير ما يُعرف بـ"الذكاء الاصطناعي العام" (AGI)، وهو النوع من الذكاء القادر على محاكاة القدرات الإدراكية والمعرفية للبشر، هذه المبادرة تأتي في وقت تتصاعد فيه وتيرة المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا حول من يتمكن أولاً من تطوير أنظمة فائقة الذكاء تُحدث نقلة نوعية في مختلف المجالات.
يُنظر إلى هذا النوع من الذكاء الاصطناعي على أنه القفزة الكبرى التالية في التقنية، إذ لا يقتصر على أداء المهام المحددة مثل النماذج الحالية، بل يمتلك القدرة على التعلم الذاتي، والتفكير، واتخاذ القرارات، والتكيف مع بيئات جديدة، تمامًا كما يفعل الإنسان، وأوضح زوكربيرج أن الفريق الجديد سيضم نخبة من العلماء والمهندسين، وسيُمنح كامل الموارد الممكنة لتجاوز الحدود التقليدية للذكاء الاصطناعي.
إقرأ ايضاً:مفاجأة مدوية وثلاثي خارج الحسابات.. إنزاجي يتخذ قرار حاسم في قائمة المونديالمطالبة خاصة من رونالدو تشعل سوق الانتقالات الصيفية
الخطوة تأتي بعد شعور متزايد بالإحباط داخل ميتا من نتائج الجيل الرابع من نماذجها "لاما"، حيث لم يحقق الطموحات المرجوة، كما تم تأجيل إطلاق النموذج التالي المعروف داخليًا باسم "بيهيموث" بسبب مخاوف تتعلق بالجودة، ويبدو أن زوكربيرج قرر الانتقال من نهج النماذج المتدرجة إلى استراتيجية أكثر جرأة وطموحًا تقوم على تطوير ذكاء اصطناعي شامل يتفوق على الأنظمة الحالية ويشكل حجر الزاوية في تقنيات المستقبل.
وأفادت تقارير بأن زوكربيرج يقود هذا الفريق بشكل مباشر، وأنه يسعى لتوظيف كبار المواهب من مختلف الشركات المنافسة، كما يتفاوض على صفقات استحواذ وشراكات استراتيجية مع شركات واعدة في هذا المجال، من بينها "Scale AI"، في صفقة قد تصل قيمتها إلى 15 مليار دولار، ويُتوقع أن تنضم شخصيات مؤثرة في عالم الذكاء الاصطناعي إلى الفريق الجديد.
ورغم التحديات التقنية والفلسفية التي تحيط بتطوير ذكاء اصطناعي يماثل ذكاء البشر، يؤكد زوكربيرج أن "ميتا" تمتلك البنية التحتية والقدرة الاستثمارية للمنافسة بجدية في هذا المجال، مشيرًا إلى أن تطوير AGI سيكون محور تركيز الشركة في السنوات القادمة، وقد أُطلق على هذا الفريق داخليًا اسم "فريق الذكاء الفائق"، ويُتوقع أن يشهد توسعًا سريعًا في النطاق والموارد.
ويأتي إعلان زوكربيرج بعد أسابيع من تحركات مماثلة من شركات مثل "أوبن إيه آي" و"غوغل" و"أنتروبيك"، التي تواصل تطوير نماذج متقدمة تقترب من الذكاء العام، وبذلك تصبح "ميتا" أحد اللاعبين الرئيسيين في هذا المضمار، وهو ما قد يعيد رسم خريطة المنافسة العالمية في قطاع الذكاء الاصطناعي.
وتثير هذه المبادرات تساؤلات أخلاقية وتنظيمية واسعة حول كيفية توجيه هذه التقنيات، وضمان عدم استخدامها بشكل يضر بالمجتمعات، وهو ما دفع جهات عدة إلى المطالبة بوضع أطر قانونية تنظم تطوير ونشر هذه الأنظمة، خاصة في ظل القوة التي قد تتمتع بها أنظمة AGI في المستقبل.
ومع ازدياد التكهنات حول الجدول الزمني للوصول إلى ذكاء اصطناعي عام، يبقى السؤال الأهم هو: من سيكون أول من يصل إلى خط النهاية؟ زوكربيرج يرى أن "ميتا" ستكون في مقدمة هذا السباق، وأن التحول نحو AGI ليس خيارًا بل ضرورة.