"صحة المستهلك أولاً".. "البيئة" تؤكد نجاح عمليات الفحص الدقيق لآلاف الأضاحي
تكثف فروع وزارة البيئة والمياه والزراعة في مختلف مناطق المملكة جهودها لضمان سير عمل المسالخ بكفاءة عالية خلال مواسم الأعياد، ويأتي عيد الأضحى المبارك لهذا العام ليؤكد على هذه الجهود، حيث كشف فرع الوزارة بمنطقة الجوف عن أرقام لافتة تعكس حجم العمل المنجز في مسالخ المنطقة ومحافظاتها، فقد بلغ إجمالي الأضاحي التي جرى ذبحها وتجهيزها 5306 رؤوس، في إحصائية شاملة تغطي أيام العيد وأيام التشريق التي تليه.
وتفصيلاً لهذه الأرقام، تظهر الإحصائيات أن الضأن كان الأكثر تفضيلاً بين الأضاحي، حيث بلغ عدد رؤوس الضأن المذبوحة 4277 رأسًا، يليه الماعز بعدد 828 رأسًا، ثم الإبل بـ 189 رأسًا، وأخيرًا الأبقار بـ 12 رأسًا، هذه الأعداد الكبيرة تتطلب منظومة عمل متكاملة وفريقًا مؤهلاً لضمان سلامة وجودة الذبائح، وهو ما حرصت عليه الوزارة من خلال توفير كوادر فنية وبيطرية متخصصة.
إقرأ ايضاً:الأرصاد تحذر من رياح نشطة وغبار في تبوك اليوماستثمار سعودي يوناني ... اتفاقيات ضخمة بقيمة 140 مليون ريال لتوطين تكنولوجيا الثروة الحيوانية والسمكية
لم يقتصر عمل المسالخ على الذبح والتجهيز فحسب، بل امتد ليشمل عمليات الفحص الدقيق للتأكد من خلو الذبائح من أي أمراض أو عيوب قد تؤثر على صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، هذه الخطوات الوقائية تعد حجر الزاوية في ضمان صحة المستهلك، وتعكس التزام الوزارة بتطبيق أعلى معايير السلامة والجودة في جميع مراحل التعامل مع الأضاحي.
ولمواكبة التطور التقني وتسهيل الإجراءات على المواطنين والمقيمين، شهدت المسالخ هذا العام تطبيقًا لمفهوم الحجز الإلكتروني، وقد بلغت نسبة الحجوزات الإلكترونية في أول أيام عيد الأضحى 40% من إجمالي الذبائح، وهو ما يعد مؤشرًا إيجابيًا على مدى تقبل الجمهور لهذه الخدمة وتوجه الوزارة نحو التحول الرقمي، وقد استقبل مسلخ دومة الجندل طلبات الحجز هذه من خلال منصة "نما" المخصصة لذلك.
هذا التوجه نحو الرقمنة يأتي في إطار سعي الوزارة لتوفير تجربة مريحة وسلسة للمستفيدين، وتقليل مدة الانتظار الطويلة التي كانت تشكل تحديًا في السابق، فمن خلال الحجز المسبق، يمكن للمستفيد تحديد الموعد المناسب له، وبالتالي المساهمة في تنظيم عملية دخول وخروج الأضاحي وتوزيعها على المسالخ بشكل أكثر فعالية.
وفي إطار الاستعدادات لموسم عيد الأضحى، عمل فرع الوزارة بمنطقة الجوف على رفع جاهزية 8 مسالخ تابعة له، وذلك بهدف استيعاب الأعداد المتوقعة من الأضاحي، وقد بلغت الطاقة الاستيعابية لهذه المسالخ 5 آلاف رأس يوميًا، مما يؤكد على القدرة التشغيلية العالية التي وصلت إليها هذه المنشآت.
تجهيز هذه المسالخ وتأهيل كوادرها، بالإضافة إلى تبني الحلول الرقمية، يعكس التزام وزارة البيئة والمياه والزراعة بتقديم خدمات متكاملة وعالية الجودة للمواطنين والمقيمين خلال المناسبات الدينية الهامة، هذه الجهود لا تضمن فقط سلاسة عملية ذبح الأضاحي، بل تساهم أيضًا في الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع.
وتؤكد هذه الأرقام والإجراءات على حرص الوزارة على إدارة هذا الموسم الديني بفعالية وكفاءة، مقدمة بذلك نموذجاً يحتذى به في التخطيط والإدارة المتقنة للعمليات الضخمة، لتبقى أضاحي العيد رمزاً للفداء والعطاء، وتصل إلى مستحقيها بأفضل صورة وأعلى جودة.